تحسّن في وضع الأنهار الجليدية السويسرية بعد شتاء مُثلج
تحسّن في وضع الأنهار الجليدية السويسرية بعد شتاء مُثلج
استفادت الأنهار الجليدية السويسرية التي تأثرت بشدة بظاهرة التغير المناخي، من تساقط كميات كبيرة من الثلوج هذا الشتاء، ما يمثل تحسّناً في وضعها مقارنة بالسنوات السابقة، على ما أفاد رئيس عمليات المسح للأنهار الجليدية السويسرية.
وقال ماتياس هاس الذي يرأس شبكة المسح الجليدي السويسرية (غلاموس)، عبر منصة "إكس" خلال نهاية هذا الأسبوع "في الانقلاب الصيفي، كان وضع الأنهار الجليدية السويسرية أفضل مما كان عليه في السنوات الأخيرة".
وكتب "لكن هل سيكون هذا كافياً لتعافي الأنهار الجليدية؟ ربما لا! لكنّ الخسائر ستكون محدودة"، مشدداً على أن الصيف المنعش يفيد الأنهار الجليدية أيضاً.
وأكد هاس مطلع يونيو، في منشور عبر "إكس"، أنّ الطقس هذا العام كان بمثابة "نعمة" للأنهار الجليدية السويسرية.
وكانت "غلاموس" قد أبلغت عن تساقط كميات من الثلوج أعلى بكثير من المتوسط فوق الأنهار الجليدية في مختلف أنحاء سويسرا، "مع سماكة ثلجية تراوح بين ثلاثة وستة أمتار"، في تقرير نشر في نهاية مايو.
وبحسب استطلاعات أجرتها "غلاموس" على 14 نهرا جليديا سويسريا تم استقراؤها لمختلف الأنهار الجليدية البالغ عددها 1400 في البلاد، كان هناك كمية من الثلوج في نهاية أبريل أكثر بنحو 31% من متوسط الأعوام الممتدة من 2010 إلى 2020.
وقد شهدت الأنهار الجليدية السويسرية ذوباناً خلال عامي 2022 و2023 بقدر ما ذابت بين 1960 و1990، وذلك تحت تأثير الظروف المناخية القاسية التي تفاقمت بسبب التغير المناخي. وبعد خسارة قياسية بلغت 6% عام 2022، ذابت بنسبة 4% عام 2023.
قضية التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".